( حلقة أولى ١ - ٥)
✍️ بقلم المستشار /احمد محمد نعمان - محامٍ وكاتبٌ يمني
👈 تُعدُّ هذه الإشكالية من الأزمات التي تَقِض مضجع العدالة وتعصف بمسارها منذ البدء حيث تتجلى عندما يقوم وكيل أو عضو -النيابة -باستلام الأوليات المحالة من رجال الأمن والتحقيق فيها بنفسه أو تحويلها إلى الأعضاء الآخرين معتمدًا على الإرسالية لتلك الأوليات كما لو كانت قرار إتهام نهائي خصوصا وأن رجال الأمن ليس منوطاً بهم تكييف الواقعة وإنما يرفعون بالأوليات إلى النيابة لترى ما تراه في شأنها فهم قد يرفعونها بناء على فهم خاطئ.
وهذا مايشهده الواقع اليوم في بعض النيابات إذ أنه ومباشرة تقوم النيابة عند ورود الأوليات إليها بحمل عصا الإتهام على عاتقها فتتخاطب وتتعامل مع المشكو به بمخاطبة المتهم بناء على الإرسالية فتقول له أنت متهم ب..... دون أي تروّ أو اطلاع فاحص على الأوليات ومافيها ولو أن النيابة قامت بفحصها فور وصولها لَسهُل عليها استيعابها ولَسهُل عليها اتخاذ الخطوة اللازمة التي تلي ذلك فقد تتوصل من خلال تفحصها الأوَّلي لها إلى أن القضية مدنية فتقوم بالتوجيه بإعادة الأوليات إلى الأمن ومن ثم إرسال الأطراف إلى المحكمة أو أنه لا جريمة بالفعل وقد تتوصل إلى أن هناك نقصا في إجراءات الإستدلال والتحري هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن دراسة -وكيل النيابة أو عضوها- للأوليات يجب أن تكون في معزل عن اتهام الشخص المدعى عليه وبمعزل أيضا عن تلك الإرسالية التي غالبا ماترد على تكييف خاطئ.
👈 وبالتالي فإن قيام النيابة بإحالة الأوليات بناء على إرسالية الأمن إليها يُعدُّ مهدرا لحقوق الشخص في البراءة وقد يقع حبس الشخص على ذمة التحقيق مع أن كل المؤشرات تشير إلى مدنية النزاع أو تِجارِيّتَه وقد تشير إلى براءته فتزدحم السجون ويقضى على الأمل المعقود على القضاء ولو اطلع وكيل النيابة أو عضوها على الملف لَتَلافَ كل هذا ولَتَمَّ إخلاء سبيل الشخص الموقوف والتوجيه بما يلزم قانونا هذا مالم تقم بالتقرير بأن لاوجه لإقامة الدعوى الجزائية إذا ما كانت القضية رهن التحقيق أو إعادتها إلى الأمن مالم يكن ذلك.
أضف لذلك أن عدم الإلمام بالأوراق وعدم إعطاء القضية قبل التحقيق قُسطا وافرا من العناية والتمحيص قد يجعل إجراءات التحقيق التي يقوم بها المحقق تسير في اتجاهٍ بعيدٍ عن مسارها الصحيح* فرْبما كان هناك شيء واقعي يفيد في الوصول إلى نتائج حقيقية من وراء التحقيق ولكن ولعدم الإلمام بالقضية لا يسلِّط المحقق الضوء عليه مما يعني أن ضعف الإلمام قد يمنح مرتكب الجريمة سواءً كان المتهم أم غيره مزيدا من الوقت وإيجاد ثغرة يفر بواسطتها عن ذلك.
تابعوا الحلقة الثانية وما بعدها.
👈 المقالة مِن قناتنا المرئية الجديدة على اليوتيوب لِلمزيدِ من المشاهدة إضغط على هذا الرابط* 👇 https://youtube.com/@anomanlawyer?si=b_Od-DwBgq-Zy-V1
👈 لِمشاهدة هذه المقالة على موقعنا الرسمي الإلكتروني إضغط على هذا الرابط 👇
👈 لِمشاهدة هذه المقالة والإطلاع على المزيد من البحوث و المعارف القانونية على قناتنا بالتليجرام على الرابط التالي* 👇 👇 https://t.me/anomanlawyer1
الأقسام:
ثقافة عامة
ثقافة قانونية
مقالات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق