📝 *غزة ومؤامرة العرب*
يا لَوْعَةَ القَلْبِ إنَّ الخَطْبَ يَصْطَخِبُ
وجُـرْحُ غَــزَّةَ نَـارٌ لَــيْـسَ تَـنْـحَـجِـبُ
تَبْكِي السَّمَاءُ دَماً مِنْ هَوْلِ مَا شَهِدَت
والأرْضُ تَـأْنَى ومِـنْـهَـا الدَّمْعُ يَنْسَكِـبُ
أَطْفَالُهَا في ثَرَى الأَحْـقَـادِ قَدْ دُفِنُوا
والحَاصِدُ الغَاشِمُ المَلْعُونُ يَحْتَطِبُ
والعَالَمُ المُتْرَفُ المَخْدُوعُ في صَمَمٍ
عن شكوةِ الحقّ اذانٌ بها صَخبُ
والعُرْبُ يَا وَيْحَ قَوْمِي أَيْنَ نَخْوَتُهُمْ؟
هَلْ مَاتَتِ الغِيْرَةُ الكُبْرَى أَمِ الغَـضَبُ؟
صَمْتٌ كَصَمْتِ القُبُورِ المُوحِشَـاتِ عَلاَ
كَأنَّهُ ثَوْبُ خِزْيٍ فَوْقَهُمْ قَشِبُ
أَغْفَوْا عَلَى الضَّـيْمِ حَتَّى ظَـنَّ طَـاغِيَةٌ
أَنْ لَيْسَ فِينَا سِوَى مَنْ يَرْتَضِي السَّلَبُ
هَذِي المُرُوءَةُ تُسْبَى في دِيَارِهِمُ
وَيَـدَّعُـونَ مَـقَـامـاً لَـيْسَ يُكْتَسَبُ
يَا أُمَّةً كَانَ فِيهَا السَّـيْـفُ مُـنْـتَـصِراً
كَيْفَ ارْتَضَيْتِ بِأَنْ يَعْـلُوكِ مَنْ نَهَبُوا؟
تَبْكِي المَعَالِي عَلَيْكُمْ حَسْرَةً وَأَسىً
والـعِـزُّ يَـسْـأَلُ أَيْنَ السَّادةُ الـنُّـجُـبُ
أَيْنَ الأُسُودُ التِي كَانَتْ زَئِيرُهُمُ
يُرْدِي العُدَاةَ فَلا يُبْقِي وَلا يَذِبُ؟
أَلْقَوْا سُيُوفَ الأُبَاةِ الصِّيدَ وَانْطَرَحُوا
كَأنَّـهُـمْ مِـنْ حُـمَـيَّـا الـذُّلِّ قَـدْ شَـرِبُوا
لَوْ أَبْـصَـرَ البردُوني مَـا أَلَـمَّ بِـنَـا
لَعَافَ شعْراً بِـهِ الأَمْجَادُ تَخْتَطَبُ
وَلَوْ رَأَى شَوْقِيُّ الأَمْسِ حَاضِرَنَا
لَنَاحَ حُزْناً وَدَمْـعُ الـعَـيْنِ يَنْتحِبُ
لَكِنَّ في الأُفْقِ ضَوْءٌ لَيْسَ يَنْطَفِئُ
مِنْ غَـزَّةَ العِزِّ فِيهَـا الصَّبْرُ وَالـدَّأَبُ
تَقُومُ مِنْ تَحْتِ رَدْمِ المَوْتِ شَامِخَةً
كَـأَنَّـهَـا قَـلْـعَــةٌ عَـصْـمَـاءُ تَـنْـتَـصِـبُ
عَصِيَّةٌ لا تَلِينُ القَبْضَ قُـوَّتَهَـا
وكُلَّمَا زَادَ بَطْشٌ زَادَتِ الطَّلَبُ
أَرْضٌ إِذَا مَا سَقَاهَا الغَدْرُ مِنْ دَمِهَا
أَنْـبَـتَـتِ الـثَّـأْرَ أَطْـفَـالاً بِـهِ لَــعِـبُـوا
تَمُوتُ فِيها جُـسُـومٌ كَيْ يَعِيشَ غَـدٌ
فَالأَرْضُ حُبْلَى وَزَرْعُ الثَّائِرِينَ أَبُ
كُلُّ شَهِيدٍ كَبِذْرٍ فِي ثَرَاهَا نَـمَـا
يُعْطِي الحَيَاةَ لِجِيلٍ بَعْدَهُ يَثِبُ
تَأْبَى الخُنُوعَ وَتَحْيَا رَغْمَ مِحْنَتِهَا
فالـعِـزُّ طَبْعٌ بِهَا والمَجْدُ مُكْـتَسَـبُ
هَذَا هُـوَ الصُّمُودُ الأَعْلَى بِلاَ مَـلَـلٍ
دَرْسٌ لِمَنْ رَضِيَ الإِذْعَانَ أَوْ رَهِبُوا
فَخْرٌ لِغَزَّةَ تَاجٌ فَـوْقَ هَـامَتِهَا
وصَفْحَةٌ بِدَمِ الأَحْرَارِ تَنْكَتِبُ
وَمِنْ بِلادِ الأُلَى لِلْحَقِّ قَدْ نَصَرُوا
جَاءَ النَّذِيرُ بِصَوْت الحرّ يَـجْتذِبُ
أَسْـدُ اليَمَانِيْنَ هَبُّوا مِنْ مَعَاقِلِهِمْ
لَمْ يَرْهَبُوا البَغْيَ لا مَالٌ وَلا نَسَبُ
قَوْمٌ حُمَاةٌ إِذَا مَا الحَرْبُ شَبَّ لَظَىً
كالنارِ تـصْـلى وجـوهَ القومِ تلـتـهبُ
نِعْمَ الرِّجَالُ إِذَا مَا اسْتُنْصِرُوا وَقَفُوا
سَـدّاً مَـنِيعـاً بِـهِ الأَطْمَاعُ تُـحْـتَـجَـبُ
سَـعـوا الـيْـهـا جميعاً لـنـصْـرتِـهـا
وَالْبَحْرُ يَشْهَدُ وَالأَمْوَاجُ تَضْطَرِبُ
رَفَـعُـوا لِـوَاءَ الإِبَـاءِ الحُـرِّ في زَمَـنٍ
اضحى به الحقُّ مهجورا ومُغتصبُ
هـذِي المَـوَاقِـفُ للتَّارِيخِ شَـاهِـدَةٌ
والفَخْرُ لِلْفِعْلِ لا الأَقْوَالُ والخُطَبُ
فَيا فِلِسْطِينُ لا تَيْأَسِي فَـإِنَّ لَنَا
في الصَّابِرِينَ عَزَاءً فِيهِ ومُنْقَلَبُ
إِنَّ الدِّمَاءَ الزَّكِيَّاتِ التِي سُفِكَتْ
لَنْ تَذْهَبَ الآنَ هَدْراً فذا عـجبُ
سَتُورِقُ الأَرْضُ مِنْهَا أَلْفَ مُنْتَفِضٍ
والنَّصْرُ يَبْزُغُ مَهْمَا اشْتَدَّتِ الكُرَبُ
فَاللَّيْلُ مَهْمَا طَغَى فَالصُّبْحُ يَعْقُبُهُ
والفَجْرُ يُشْرِقُ رَغْمَ الظُّلْمَةِ الأُهَبُ
لا يَغْلِـبُ الحَـقَّ إلاَّ أَهْلُهُ سَـئِـمُـوا
إِنْ لَمْ يَمَلُّوا فَصَخْرٌ صَلْدُهُ صَلِبُ
والـذُّلُّ لَـيْـسَ لِـحُـرٍّ قَـطُّ مَـنْـزِلَـةً
والعَيْشُ في العِزِّ مَطْلُوبٌ ومُرْتَقَبُ
كَمْ مِحْنَةٍ كَشَفَتْ زَيْفاً وَمَعْدِنَهُ
والدَّهْرُ يُظْهِرُ مَا تُخْفِيهِ أو تَجِبُ
مَـنْ يَـصْـنَــعِ الـمَـجْدَ لا يَـرْضَى بِــدُونِ
النُّجُومِ وَمَنْ يخن فله الخسرانُ ينكتبُ
فَاصْمُدْ قَلِيلاً فَإِنَّ النَّصْرَ مَوْعِـدُهُ
آتٍ كَـمَـا يَـعِـدُ البَارِي فَـلا تَـعِـبُـوا
سَيَنْجَلِي الـظُّلْمُ عَنْ غَـزَّةٍ وَتَضْحَـكُ لِي
شَمْسُ الحَقِيقَةِ والـغَصَّاصُ يَنْسَـحِـبُ
هَـذَا يَقِـينِي وَدَرْبُ الـعِـزِّ أَعْـرِفُـهُ
وإنْ تَخَاذَلَ مَنْ خَافُوا وَمَنْ هَرَبُوا
فَلتصبروا فمَعَ الإِصْبَاحِ مَوْعِدَنَا
نَصْرٌ مِنَ اللهِ فَتْحٌ بَعْـدَهُ غَـلَـبُ
✍️ *شعر المحامي*/ عزام احمد محمد نعمان
الأقسام:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق